الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

الجنوبي

صورة

هل أنا كنت طفلاً

أم أن الذي كان طفلاً سواي

هذه الصورة العائلية

كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي

رفسة من فرس

تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس

أتذكر

سال دمي

أتذكر

مات أبي نازفاً

أتذكر

هذا الطريق إلى قبره

أتذكر

أختي الصغيرة ذات الربيعين

لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها

المنطمس

أو كان الصبي الصغير أنا ؟

أم ترى كان غيري ؟

أحدق

لكن تلك الملامح ذات العذوبة

لا تنتمي الآن لي

و العيون التي تترقرق بالطيبة

الآن لا تنتمي لي

صرتُ عني غريباً

ولم يتبق من السنوات الغريبة

الا صدى اسمي

وأسماء من أتذكرهم -فجأة-

بين أعمدة النعي

أولئك الغامضون : رفاق صباي

يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح

لكي نأتنس.

وجه

كان يسكن قلبي

وأسكن غرفته

نتقاسم نصف السرير

ونصف الرغيف

ونصف اللفافة

والكتب المستعارة

هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء

ولكنه يعد يومين مزق صورتها

واندهش.

خاض حربين بين جنود المظلات

لم ينخدش

واستراح من الحرب

عاد ليسكن بيتاً جديداً

ويكسب قوتاً جديدا

يدخن علبة تبغ بكاملها

ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي

لكنه لا يطيل الزيارة

عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب

وفي غرفة العمليات

لم يصطحب أحداً غير خف

وأنبوبة لقياس الحرارة.

فجأة مات !

لم يحتمل قلبه سريان المخدر

وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات

عاد كما كان طفلاً

سيشاركني في سريري

وفي كسرة الخبز، والتبغ

لكنه لا يشاركني .. في المرارة.

وجه

ومن أقاصي الجنوب أتى،

عاملاً للبناء

كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء

كنت أجلس خارج مقهى قريب

وبالأعين الشاردة

كنت أقرأ نصف الصحيفة

والنصف أخفي به وسخ المائدة

لم أجد غير عينين لا تبصران

وخيط الدماء.

وانحنيت عليه أجس يده

قال آخر : لا فائدة

صار نصف الصحيفة كل الغطاء

و أنا ... في العراء

وجه

ليت أسماء تعرف أن أباها صعد

لم يمت

هل يموت الذي كان يحيا

كأن الحياة أبد

وكأن الشراب نفد

و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد

عاش منتصباً، بينما

ينحني القلب يبحث عما فقد.

ليت "أسماء"

تعرف أن أباها الذي

حفظ الحب والأصدقاء تصاويره

وهو يضحك

وهو يفكر

وهو يفتش عما يقيم الأود .

ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات

خبأنه بين أوراقهن

وعلمنه أن يسير

ولا يلتقي بأحد .

مرآة

-هل تريد قليلاً من البحر ؟

-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي

البحر و المرأة الكاذبة.

-سوف آتيك بالرمل منه

وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً

فلم أستبنه.

.

.

-هل تريد قليلاً من الخمر؟

-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :

قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.

-سوف آتيك بالثلج منه

وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً

فلم أستبنه

.

.

بعدما لم أجد صاحبي

لم يعد واحد منهما لي بشيئ

-هل نريد قليلاً من الصبر ؟

-لا ..

فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه

يشتهي أن يلاقي اثنتين:

الحقيقة و الأوجه الغائبة.


*****

كم انت رائع يا أمل دنقل

الثلاثاء، 2 مارس 2010

السلام عليكم عالم المدونين

والله انا مش مدونة وما عندي وقت للتدوين لكن مين عارف يمكن بيوم احترف التدوين لهيك عملت هالمدونة يمكن انه احتاج في يوم اكتب شي لكن كوني بنت عربية اذا اعطيت لنفسي المجال انه اكتب واحكي مش راح الاقي وقت لآكل من كتر ما انا محشره في روحي أشياء كتيره على كل حال انا ناطره نفسي اذا راح بكتب عندي مدونه واذا ماكتبت عمريني,

طيب اذا كتبت شو فيني عالج؟؟
الاحتلال؟
المجتمع؟

ما في كتير مساحه للحيره و ما في كتير خيارات. الـ 2 المذكورين كلهم طرق و وسائل منظمة لتدمير الأنسان. بالحقيقة و الواقع حربنا ضد الاحتلال و الامبرياليه ما بتنفصل ابدا عن الحرب اللي لازم نخوضها داخليا في مجتمعنا لنحصل على حقوقنا و نكسر كل القيود المتخلفة اللي محيطه فينا. منطقيا، كيف ممكن انو نحرر بلد لما نسبة كبيرة من اهلها مضطهد و مسحوق داخليا من عادات و تقاليد وطرق تفكير ما الها لا بالدين زلا بالحضارة؟ و بنفس الوقت اي كرامة للمرأة لما في احتلال بيذكرها كل يوم انها مش حره؟ و كيف ممكن تتحق الحرية لمن في ناس بهالبلد كل تفكيرها انو كيف تصير صاحبة مناصب وبينسوا انو في احتلال بيحرقه في لحظه هو ومنصبه وكل عيلته, لأ وكمان بيتفلسف علي كمواطن وبيعمل حاله مؤتمن حتى عتفكيري!!!

الخميس، 12 نوفمبر 2009

يوم المرأة العالمي - ياعيني

ما كان عنا في اي مظاهرات او فعاليات ليوم المرأة، على القليل ما كان فيه شي سمعت عنو او حدا دعاني عليه… ليه؟ صح ما انا مش من نساء الطبقه المخمليّة اللي قضوا النهار عاملين ريسبشن بيحكوا عن وضع المرأه (يا حرام) و هم بياكلوا جاتوه و بيستلموا باقات الورد و الزيف الأجتماعي. طيب و المسحوقات اللي ماكلهم الفقر و الظلم بكل أشكالوا؟ عمرينهم…

كتير في اشياء ما عدت افهمها بهالبلد، بس صدف بيوم المرأة اني طلعت جولة لعند جدار الفصل العنصري مع مجموعه من نساء، و بكل محطه عالطريق كان في اشياء تذكرني… أول تذكار كان بـ رام الله. وقفت عند الـ ATM و كان وراي رجّال بيحكي مع واحد تاني بيقولوا :”شفتلنا هالعروس اللي قلنالك عنها؟”… كأنو عم بيحكي عن شقه او عفش مستعمل (بس اعوز بالله ما تطلع العروس “مستعمله” بتصير مشكله بعدين و شرف العيلة بيصر على المحك). و يا عين يا ليل على يوم مرأة